اشتراك النبي عليه السلام في بناء الكعبة


تاريخ: 03-10-2020
  
كاتب : اكرام بن سعيد
  

إشتراك النبي في بناء الكعبة المشرفة. 

 الكعبة ومكانتها :

الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس، مرت في تاريخها بمراحل طويلة، فقد رفع قواعدهانبي الله إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام، وعندما استقرت بمكة بعضالقبائل العربية، اهتمت بخدمة هذا البيت العتيق وصيانته فيما كان يسمى عندهمبالحجابة. 

وقبل البعثة النبوية بخمس سنوات، انعقد عزم قريش على إعادة بناء الكعبة المتصدعبما أصابه من السيول لأن بناءها إنما كان حجارة مصفوفة من دون طين يشدها فأثرتالسيول في بنيانها وتصدعت جدرانها. ولهذا قررت قريش إعادة بنائها بناء متينا. 

وأجمع قادة قريش أمرهم واتفقوا على ألا يُدخلوا في بناء الكعبـة مـن كسبهـم إلا طيبا.

 ولقد تهيبت قريش من هدم الكعبة، وخشيت أن يحل عليها غضب من الله. «فقال الوليد بنالمغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المِعْوَل ثم قام عليها وهو يقول: «اللهم لم تُرَعْ، اللهمإنا لا نريد إلا الخير. ثم هدم من ناحية الركنين، فتربص الناس تلك الليلة، وقالوا: ننظر،فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شيء، فقد رضي اللهصنعنا، فهدمنا!

 فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم وهدم الناس معه». 

وكل هذا يبين مكانة البيت العتيق عند قريش ومدى تعظيمهم للكعبة المشرفة فيالجاهلية.

 

 الرسول صلى الله عليه وسلم يشرف على وضع الحجر الأسود

أورد أصحاب السيرة أن قريشا كانوا يقدمون النبي صلى الله عليه وسلم ويتحاكمون إليهفي بعض خلافاتهم قبل البعثة لأنه كان صادقا أمينا لا يداري أحدا.

 وهذا ما جعلهم يرضون حكمه عند إعادتهم بناء الكعبة المشرفة.

 يقول الخضري: «أرادوا وضع الحجر الأسود موضعه، فاختلف أشرافهم فيمن يضعه،وتنافسوا في ذلك حتى كادت تشبّ بينهم نار الحرب، ودام بينهم هذا الخصام أربع ليالٍ،وكان أسنّ رجل في قريش إذ ذاك أبو أمية بن المغيرة المخزومي عمُّ خالد بن الوليد، فقاللهم: ياقوم لا تختلفوا وحكِّموا بينكم من ترضون بحكمه. فقالوا: نَكِلُ الأمر لأوّل داخل. 

فكان هذا الداخل هو الأمين المأمون عليه الصلاة والسلام، فاطمأن الجميع له لِمَا يعهدونهفيه من الأمانة وصدق الحديث، وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد. 

لأنهم كانوا يتحاكمون إليه إذ كان لا يُداري ولا يُماري. 

فلما أخبروه الخبر بسط رداءه وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب.

 ثم وضع فيه الحجر وأمرهم برفعه حتى انتهوا إلى موضعه فأخذه ووضعه فيه. 

وهكذا انتهت هذه المشكلة التي كثيراً ما يكون أمثالُها سبباً في انتشار حروب هائلة بينالعرب، لولا أن مَنَّ الله عليهم بعاقل مثل أبي أمية يرشدهم إلى الخير، وحكيم مثل الرسولصلى الله عليه وسلم يقضي بينهم بما يُرضي جميعهم». 

 وهكذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بحكمته البالغة إرضاء الجميع وتجنيبقريش المواجهة والحرب.

 

 أهتدي وأقتدي

أستنتجُ من حدث إعادة بناء الكعبة المشرفة ما يأتي:

  • مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه حيث خصه بفضيلة المشاركة في تجديدبناء البيت الحرام بأفضل عمل وهو وضع الحجر الأسود في مكانه.
  • منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم عند قومه قبل البعثة لما عُرف به بينهم من خصالحميدة.
  • حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في حل الخلافات جنبت قريشا المواجهة والحرب.
  • فضل التحلي بقيم الصدق والأمانة والإصلاح بين الناس، وآثارها الإيجابية علىالفرد والمجتمع.

 

تمارين :

1- من أول من بدأ في هدم الكعبة لإعادة ترميمها ؟

2 - لماذا تم إختيار النبي محمد عليه السلام دون غيره عند نشوب خلاف من يضع الحجر الاسود ؟

3- متى قررت قريش إعادة بناء الكعبة ؟

4 - ماذا نستنتج من حدث إعادة بناء الكعبة ؟

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم